اليوم الصباح، أمتعني وأفحمني جار وصديق، بتحاليل معمقة للوضع الوطني، والدولي زادة، واللي حسب ”معطياتو الثابتة والأكيدة“، تونس باش تعيش ”مراحل انتقالية“ متعددة ومتواصلة ومتتابعة من دون انتخابات ولا "عمار بالزور" (هكة !).
حسب رأيه، اللي صار واللي صاير واللي باش يصير، الكلّو مسرحية. حتى واحد من الأطراف ما هو قاري نص السيناريو بكلّو. ثمة ناس قارية أدوارها فقط وثمة اللي داخل يتبّع ماهو فاهم كعبة لا: ”معاكم لا تنسوني“.
العلوم السياسية؟ كذبة علمية. السياسة؟ نفاق. السياسة؟ كذبة.
ناقص كان باش يقول: ” السياسة كذب ونفاق أو لا تكون“.
ناس توة، تحب تسمع كان اللي تحب تسمعوا. والسياسيين متاع توة، في العالم بكلّو وموش في تونس أكاهوّ، فهموا أنو لازم تقول للناس الكلام اللي ماذابيهم يسمعوه.
الناس توة تحب تعيش على ”أمل“ حتى ولو أنهم مقتنعين بانعدام الأمل. الحلم ولاّ ملاذ الجميع. باستثناء محترفي السياسة اللي عايشين واقعهم وعارفين آش يعملوا.
تذكرت المثل اللي يقول :”السياسي بعمروا ما يقول لا. والمرأة عمرها ماتقول: وي“.
وتذكرت عظماء السياسة متاع أواسط القرن الماضي. عظماء بأتم معنى الكلمة. وزعماء خاصة، وبأتم معنى الكلمة. كل واحد منهم عندو كاريزما. في خطبهم، تلقى ما تقرا وفي برامجهم تلقى تصوّر وبرمجة وأهداف معلنة وغير معلنة. ناس تعدّي سوايع تخطب من غير ورقة، واقفين، عينيهم تبحلق في الجمهور عمرها يما تغزر للسماء ولاّ تفركس في القاعة.
خطب مشهورة، لتوة الناس تقرا فيها.
أجيال مشات ومعاها ساستها وزعمائها....وجات أجيال ومعاها ساستها وزعمائها.
شكون كان يتصور اللي بوش الإبن يحكم الولايات المتحدة 8 سنوات؟ شكون كان يتصور حتى باش يكون رئيس؟
شكون كان يتصور اللي فرنسا باش يحكمها ساركوزي ولاّ هولوند؟ ناس طلعت من وسط أحزاب فيها دمادم متاع سياسة؟
”الدمدوم“ السياسي في الزمن المعاصر، موش بالضرورة ذكي وقوي الشخصية واستشرافي الفكر والرؤية. اليوم ما فماش زعماء. اليوم فمة ناس تعرف مع شكون تتحالف، وقتاه تتحالف وكيفاش تتحالف.
السياسة اليوم هي بمثابة المعركة في أعماق مياه عكرة. باش تطفو للسطح يلزم ثمة قوة متاع اقناع المنافسين بأنك باش تكون حليف مطيع وليّن وأقلهم مضرة ليهم بالنظر لغيرهم من المنافسين. يلزمك تقنعهم في وقت معيّن بأنك ”الهمّ اللي عندك فيه ما تختار“.
السياسة حسابات؟ أبدًا
لأنو في الحسابات، مهما تعقّدت، يبقى فيها منطق ولكن السياسة اليوم، ما فيهاش منطق.
أعداء الأمس هم حلفاء اليوم وحلفاء الأمس هم أعداء اليوم. وغدوة؟ الله أعلم....
برشة ناس لاحظت أنو في وقت بن علي، ثمة مراهنة على البهامة (la médiocrité). الناس اللي مسكت أهم المسؤوليات في دواليب الدولة تتوفر فيهم جملة من الخصائص من أهمها: التسطيك والبهامة وقلة الشخصية والأنانية المفرطة وخاصة وخاصة: المصلحة الوطنية تتحقق من خلال تحقيق المصلحة الشخصية.
والنتيجة: أول فوشيكة عملت ”بم بم“، الناس الكل قطعت الرباط...والسيد هرب.
والنتيجة: الناس هذوما قلبو الفيستة...ومستعدين باش يقلبوها ميتين ألف مرة.
اليوم، ثمة ظاهرة جديدة: صحّة الرقعة. وفي اعتقادي، أخطر مالبهامة.
والظاهرة هاذي ولات منتشرة في برشة ميادين، موش في السياسة فقط، حتى في القانون بحيث أصبحنا نشوفوا محللين يشوهوا في أبسط القواعد القانونية ببهامة وصحة رقعة.
وما دواء السياسة هاذي كان سياسة....
”لكل شئ اّفة من جنسه. حتى الحديد سطا عليه المبرد“
وربي يستر ...م المبرد الجاي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire